مناقشة رسالة دكتوراه بإعلام القاهره عن خطاب الصحافة المصرية والغربية تجاه أداء الاقتصاد المصري من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٧

متابعة نعمات عطيه

في كلية الإعلام جامعة القاهرة نوقشت رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة سميرة موسى، المدرس المساعد بقسم الإعلام جامعة كفر الشيخ؛ بعنوان خطاب الصحافة المصرية والغربية تجاه أداء الاقتصاد المصري من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٧.. وقررت لجنة المناقشة والحكم منح الباحثة درجة الدكتوراه من كلية الإعلام جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتبادل بين الجامعات

تكونت لجنة المناقشة والحكم من الأستاذ الدكتور/شريف اللبان أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الأستاذ الدكتور/ محرز غالي أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور/ عبدالهادي النجار أستاذ الصحافة بقسم الإعلام جامعة المنصورة.

حيث هدفت هذه الدراسة إلى تحقيق هدف رئيس يتمثل في ” رصد وتحليل ملامح ومكونات وسمات الخطاب الصحفي للصحف الاقتصادية المصرية والغربية إزاء الأداء الاقتصادي المصري خلال فترة الدراسة، والتعرف على تأثير بعض المشروعات الاقتصادية على خطاب الصحافة الاقتصادية المصرية والغربية فيما يتعلق بمعدلات اهتمامها بالشأن الاقتصادي وذلك عن طريق تحقيق عدة أهداف فرعية كالتالي

التعرف على نوعية القضايا الاقتصادية التي تركز عليها الصحافة الاقتصادية المصرية والغربية عند تناولها للشأن الاقتصادي.

رصد وتحليل مؤشرات وضع الاقتصاد المصري واختبار أهمية بعض الأحداث الاقتصادية بكونها فاعلا ً رئيسا ً في إحداث تغيرات اقتصادية خلال فترة معينة ، وتأثيرها على “أداء الاقتصاد المصري ” ، وذلك عن طريق استخراج الأطروحات التي تقدمها هذه الخطابات، والحجج التي تستخدمها للتدليل على صحة أطروحاتها، والمقولات التي تتبناها من خلال مسارات البرهنة.

التعرف على تأثير العوامل والأبعاد غير الاقتصادية على الخطاب الصحفي تجاه أداء الاقتصاد المصري في الصحف عينة الدراسة.

الوقوف على أوجه الاتسـاق والتباين بين خطاب كل صحيفة من الصحف – التي ستخضع للتحليل – تجاه أداء الاقتصاد المصري خلال فترة الدراسة .

الإطار النظري للدراسة : وتضمن ثلاثة مداخل نظرية وهي ( مدخل تحليل الخِطاب – نظرية السِياق – نظرية الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام
هي دراسة آنية إذ إنها تدرس قضية قائمة ولا تزال باقية ومؤثرة بكافة رموزها، وعلى المستوى المعرفي تنتمي هذه الدراسة إلى مجموعة الدراسات الوصفية التحليلية Discerptive Studies)، التي تسعى إلى تجاوز وصف المحتوي الظاهر للمادة الإعلامية إلى الكشف عن المعاني الكامنة، والاستدلال على الأبعاد المختلفة للظاهرة من خلال رصد الظاهرة البحثية المعنية في ضوء المعايير العلمية والمنهجية القائمة على الموضوعية والانتظام، والتي تعتمد على التحليل الكيفي في كشف أبعاد القضية أو الظاهرة محل الدراسة .

تعتمد الدراسة على منهج المسح الإعلامي (بشقيه الكمي والكيفي) -الوصفي والتحليلي، حيث يستهدف شقه الوصفي مسح التصورات الخاصة بالأطروحات والأطر المرجعية والقوى الفاعلة والاستراتيجيات والأساليب التي يقدمها خطاب كل صحيفة نحو أداء الاقتصاد المصري في الصحف الغربية والمصرية – محل الدراسة – خلال الفترة الزمنية المُحددة للدراسة ، كما يستهدف شقه التحليلي تفسير هذه التصورات، والبحث عن الأسباب التي أفرزت تلك الخطابات ، والظروف المؤثرة فيها .

استخدمت هذه الدراسة الوسائل الكمية والكيفية معا ً لتحقيق أهدافها ومحاولة الإجابة عن تساؤلاتها، وقد اعتمدت الدراسة على أداتي: تحليل الخطاب ، تحليل المضمون ، وتضمنت الأدوات الفرعية لأداة تحليل الخطاب الرئيسة ، أدوات ( الأطروحة – القوى الفاعلة – الأطر المرجعية – الحجج )

يتمثل مجتمع الدراسة في جميع الصحف الاقتصادية الغربية والمصرية ولعدم إمكانية تحليل كل الإصدارات الصحفية الاقتصادية الغربية والمصرية ، قامت الباحثة باختيار عينة يمكن إجراء التحليل عليها ،تمثلت في :
عينة الصحف المصـرية وتتمثل في مجلة ( الأهرام الاقتصادي )
عينة الصحف الغربية وتتمثل في مجلة ( الإيكونومست البريطانية )

تقسيم الدراسة :
اشتملت الدراسة على مقدمة وستة فصول ( الفصل الأول الإطار المنهجي – الفصل الثاني : الإطار النظري للدراسة واشتمل على ثلاثة مداخل نظرية ، الفصل الثاني : سياق انتاج الخطاب الصحفي : الاقتصاد المصري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير الوضع الراهن ..وأهم التحديات “، الفصل الرابع : الفصل الرابع : الإعلام الاقتصادي والصحافة الاقتصادية المتخصصة .. النشأة والتطور والتحديات ، والفصلين الخامس والسادس اشتملا على نتائج الدراسة التحليلية الكيفية ) إضافة إلى خاتمة الدراسة التي اشتملت على شقين هما النتائج العامة للدراسة ومناقشة النتائج ، ثم مراجع الدراسة والملاحق وملخصات الدراسة باللغتين العربية والإنجليزية
ومن اهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة :

بوجه عام تشابهت قضايا الخطابين ما بين قضايا الإصلاح الاقتصادي بما تشتمله من ( قرض صندوق النقد الدولي – تحرير سعر الصرف – خفض ورفع الدعم – إقرار ضريبة القيمة المُضافة ) بالإضافة إلى قضية المشروعات التنموية الكبرى ( قناة السويس الجديدة – العاصمة الإدارية الجديدة- تنمية محور قناة السويس– المليون ونصف فدان ) والمشكلات الاقتصادية ( انخفاض الاحتياطي الأجنبي – عجز الموازنة – ارتفاع الدين العام – ارتفاع الأسعار والتضخم ) إضافة إلى كون “الإيكونومست” اهتمت بالدعم الخليجي لمصر بعد يونيو 2013 ورأت أن المساعدات الخليجية كان لها دورا ً كبيرا ً في وقوف مصر على قدميها اقتصاديا ً بعد يونيو 2013.

حظى برنامج الإصلاح الاقتصادي باهتمام بالغ في خطاب كل من مجلتي “الأهرام الاقتصادي” المصرية و”الإيكونومست” البريطانية، وكان هو القضية الرئيسة لدى منتجي الخطاب بالمجلتين، وتنوعت أطروحاتهما وترابطت فيما بينها لإيصال أفكار رئيسة معينة، كما تنوعت الحجج ومسارات البرهنة المستخدمة في إثبات أطروحاتهما، وظهر برنامج الإصلاح الاقتصادي كونه الحل الأمثل لمعالجة سوء الأداء الاقتصادي وقد اتفقت كلتا الصحيفتين في هذه النتيجة.
فيما يتعلق بنتائج تحليل الأطروحات المركزية في مجلة الأهرام الاقتصادي

فقد كانت أطروحة الإشادة بالحكومة لتطبيقها برنامج الإصلاح الاقتصادي والدفاع عنها هي الأبرز في مجلة “الأهرام الاقتصادي” فيما يتعلق بقضايا الإصلاح الاقتصادي خلال فترة الدراسة، وفي كل المراحل مع كل قضية على حدة، لم يتوان كتاب مجلة ” الأهرام الاقتصادي ” عن الدفاع عن برنامج الإصلاح ، وعن الحكومة التي اتخذت قرار تطبيق البرنامج بتعويم الجنيه والحصول على القرض وتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي كاملة، وبالتالي فقد كان خطاب المجلة خطابا ً تبريريا ً ودفاعيا ً بشدة