إمتى هتكبر

ولاء وحيد
” إمتى هتكبر ؟ ” هذا ليس سؤالاً ؛ لأن من يوجه له بالفعل كبير بما فيه الكفاية ، اذن المشكلة ليست فى النمو الجسدي ولكنه فى نضج الأفعال التى يقوم بها .
و اذا كان هناك علاقة وثيقة بين وصول الفرد لمستوى نمو زمني معين و تعليمه و تدريبه سلوك ما ؛ فإن الانسان بالتأكيد فى تطور ، نجد ذلك واضحاً فى أب يمسك بيد طفله الذى لم يُكمل عامه الأول يعلمه كيف يسير أولى خطواته حتى اذا أكتمل العام يصل الطفل لمستوى من النضج و التعلم و التدريب يؤهله للسير بمفرده .
لنطلق العنان للخيال و لنرى الصورة التالية : لم يجد الطفل من يمسك يديه و يعلمه السير النتيجة ستكون ان الطفل يتعلم المشى و لكن معتمداً على امكانياته المحدوده و يرتبط ذلك بالهدف الذى يرغب للوصول له ؛ يمكن ان يكون الهدف مجرد دمية ذات مبهجة تستثير انتباهه و ستكون النتيجة انه كلما وصلت أعضاؤه للنضح الكافى لممارسة سلوك المشي تعلم الطفل كيف يقوم به ليصل لما يريده .
خلاصة القول ليتعلم الفرد عمل ما يجب توفر:
– العامل الأول النمو الزمني الكافى لتعلم المهارة .
– العامل الثانى وجود من يقوم بتعليم الشخص هذه المهارة .
-العامل الثالث وجود رغبة ذاتية و هدف ما يكون الحافز و الدافع للفرد لكى يُعلم نفسه بنفسه .
و التكامل بين العوامل الثلاث ينتج لنا شخص يتمتع بالإستقلالية و الإيجابية و سعة الأفق و تعدد المهارات ؛ ولكن اذا ما توفر العامل الأول و الثالث و كان العامل الثانى يسير ضدهم حيث يقوم بإحباطهم او يمنع الشخص بالقوة من التعلم و إكتساب المهارات فماذا ستكون النتيجة ؟ ستظهر السلبية و الإعتمادية و محدودية التفكير و السلوك و المهارات و التبعية وعدم الوعى بالذات و استبصارها .
و نجد العامل الثانى متوفر كثيراً فى المنزل و استخدام الوالدين للقسوة الزائدة او التحكم المفرط فى سلوك الطفل بهدف تربيته و تأديبه ؛ أو نجده فى ميدان العمل فى رغبة المدير فى تحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة غير آخذين فى الإعتبار أهداف و رغبات العاملين ، او نجده فى المجتمع الذى يفرض العديد من التقاليد و العادات و الأفكار التى تعرقل تقدم أفراده .
و اذا تأمّلنا حولنا نجد راشدين اطفالاً و أطفالاً راشدين ؛ و السؤال هنا : كيف يستطيع هذا ” الراشد الطفل ” ان يكبر؟؟؟ اقترح أن نسقيه ” إكسير الحياة ممزوجاً بالإرادة ” …..