عاجلمقالات

العارف بالله طلعت يكتب:الخصام والحب

العارف بالله طلعت  يكتب :الخصام والحب

الأصل في الخصام هو اختلاف في وجهات النظر وعدم تقبل كل طرف لوجهة نظر الاخر تؤدي الى الخصام.ويحدث الخصام بين الأشقاء وزملاء العمل الأصدقاء والأزواج ويمكن تجنب وقوعه بسهولة بمحاولة توصيل كل طرف لوجهة نظره بالطريقة التي يفهمها الطرف الآخر وعند استحالة ذلك يفضل تجاوز أحد الأطراف عن المشكلة حتى لا يتطور الوضع.فالخصام يؤدي إلى تآكل الشخص داخلياً ويجعله في أضعف حالاته المعنوية بل والعقلية أيضاً فالتحدث وتبادل الحوار ينير مناطق جديدة في العقل ويجعله صاحب أفق واسع وقلب متفتح والابتعاد عن الأنانية يجب أن يبتعد من يصلح بين الأشخاص عن التفكير في ذاته أو بشكل عاطفي وأن يحرص على أن يصغي إلى عقله بشكل كامل حتى لا يتحيّز لأحد لذلك من الضروري أن يتحدث بحكمة ويتعامل مع الوقائع والحقائق لتوجيه الأطراف المتخاصمين والخصام بين المتحابين هو تجديد للحب.ويمكن للخصام أن يجعل الحياة أفضل ويكون ذلك من خلال سماع كل طرف لوجهة نظر الطرف الآخر ومحاولة استيعابها وتطبيقها أو الوصول لحل وسط يرضي الطرفين إن أمكن ذلك. فالحب هو شعور عظيم ومخلد هو ذلك الشعور الجميل الذي يغمر القلوب فيجعلها تشعر بحياتها فهو أجمل شيء في الدنيا فبدونه لا تستطيع أن تقدم بكل عطاء وكذلك الصداقة فأول خطوة نحو الصداقة هي أن تحب هذا الإنسان فالصداقة هي أسمى علاقة بين اثنين لأنها بلا مصالح, هل تتخيل حياتك دون حب ؟وهل يكون للحياة طعم وجود إنسان آخر يبادلنا هذا الحب ؟ .لا يستطيع أحد أن يتصور الدنيا دون حب يجمع بين قلبين فما أقسى الحياة دون حب فهي أشد فقرا من الصحراء المجدبة التي لا ماء فيها ولا زرع . فالحب جزء لا يتجزأ من إنسانية الإنسان به يتطهر وبه يحقق أسمى عواطفه وأسمى أنواع الحب وأرفع الدرجات والحب يعلمك الالتزام ويحرضك على ضبط سلوكك الإنساني كما أنه يساعدك على تنظيم أحلامك ويدفعك إلى تحقيقها والإنسان الذي يسعى لنجاح حقيقي في حاجة إلى حب حقيقي . قال تعالى ((ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) وديننا كلّه حب وهو يدعو الحب السامي العفيف العظيم حب اللّه وحب رسول اللّه والأنبياء والصحابة والصالحين. قال تعالى :( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفور رحيم ). ولا يجد حلاوة الإيمان بل لا يذوق طعمه إلا من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وفي لفظ لا يجد طعم الإيمان إلا من كان فيه ثلاث من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله تعالى منه كما يكره أن يلقى في النار) .حبّنا في اللّه ومن أجل اللّه وأوثق عرى الإيمان هو الحب في الله والبغض في اللّه فنحن إذا أحببنا نحب لله ونبغض لله ونعطي لله ونمنع للّه . عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال أنى أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه .فالصداقة أجمل علاقة إنسانية تحمل العديد من المشاعر والأحاسيس والقيم الإنسانية النبيلة فهي كالشجرة الوارفة الظلال والدائمة الخضرة تؤتي أكلها كل حين وأعظم وألذ وأطيب ثمارها عندما تؤتى في وقت الأزمات والشدائد التي تمر بالأصدقاءعندها يكون لها طعم ويبقى أثرها خالدا في النفوس ما بقيت وشجرة الصداقة تنمو وتكبر وتسموبالنفوس الطيبة فهي قد اجتمعت وتألفت بالحب في الله تحت هذه الشجرة يجتمع ركب الأصدقاء ليتشاركوا الأفراح والأتراح ويتقاسموا الأماني والذكريات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock