
حصلت اليوم الباحثة موحدة أحمد علي النحال علي تقدير ممتاز في دراستها المقدمة لنيل درجة الماجستير بعنوان (إشكالية اللغة في تركيا وأثرها على المجتمع الإسلامي).
وقد تكوّنت لجنة المناقشة من
أ. د. هدى محمود درويش:
مدير مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق، أستاذ ورئيس قسم الأديان المقارنة بكلية الدراسات والبحوث الأسيوية، عميد كلية الدراسات والبحوث الأسيوية الأسبق. (مشرفاً)
الأستاذ الدكتور/ عبد الغني الغريب
أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف كلية أصول الدين بالزقازيق (مناقشاً)
والأستاذ الدكتور/ محمود الصاوي
وكيل كليتي الإعلام و الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة (مناقشاً)
وجاءت الدراسة في مقدمة وتمهيد وثلاثةِ فصولٍ وخاتمة تتضمن أهم النتائج والتوصيات على النحو التالي:
التمهيد: ويتضمن التعريف بمصطلحات الدراسة.
الفصل الأول: (اللغة العربية في الدولة العثمانية).
ويتضمن ثلاثة مباحث هي:
1- مكانة اللغة العربية في الدولة العثمانية.
2- اهتمام السلاطين العثمانيين باللغة العربية.
3- اللغة العربية وأثرها على المدارس العثمانية.
الفصل الثاني: (بدايات التغيُّرات اللغوية في عهد الجمهورية).
ويتضمن ثلاثة مباحث هي:
1- إجراءات أتاتورك.
2- التغيُّر اللغوي وتطبيقاته.
3- حرص النظام الجمهوري على العلمانية.
الفصل الثالث: (التغيُّرات اللغوية منذ أواخر القرن العشرين حتى الآن)
1- واقع اللغة التركية.
2- عودة الاهتمام باللغة العربية.
3- محاولات الارتداد إلى دراسة اللغة العثمانية.
***
أما عن أهم النتائج التي توصلت لها الباحثة فكانت كالآتي:
– للغة العربية علاقة وثيقة بتاريخ الشعب التركي، وهو ما أثر تأثيراً كبيراً على المكوّن الثقافي للغة العثمانية في كافة مراحلها وصولاً إلى اللغة التركية في طورها الأخير.
– كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة التركية في الأناضول في الحقبة السلجوقية حتى القرن الثاني عشر، وظلّ هذا الأمر على ما هو عليه حتى القرن الثالث عشر، حيث بدأت اللغة الفارسية تحل محل اللغة عربية تدريجياً.
– كان يتم تدريس علوم اللغة العربية في مدارس الدولة السلجوقية، مثل المدرسة النظامية التي أسسها الوزير نظام الملك سنة 1069، بهدف استيعاب كتب التراث الإسلامي السني وليس لتعليم اللغة العربية، لأن الناس كانوا يتكلمون العربية بطبيعة الحال.
– تقلص حضور اللغة العربية بالأناضول في الحقبة العثمانية عن الحقبة السلجوقية، فقد انتشرت اللغة العثمانية التي هي لغة مختلطة من التركية والفارسية والعربية. ولكن ظلّ تعليم اللغة العربية وقواعدها النحوية والصرفية موجوداً بهدف استيعاب المصادر الإسلامية.
– في أواخر الدولة العثمانية؛ عانت اللغة العربية من حملات التتريك، وزادت الأمور حدة بعد انهيار الدولة العثمانية وقيم الجمهورية سنة 1923.
– تمثلت بعض مظاهر المعاناة التي تعرضت لها اللغة العربية في تركيا في تتريك الشعائر الدينية، وحظر الأذان باللغة العربية، واستبدال الأحرف اللاتينية بالأحرف العربية التي كانت تكتب بها اللغة التركية طوال العهد العثماني.
– حتى حقبة الخمسينات تقلص الاهتمام باللغة العربية، حيث تركزت جهود الجمهورية التركية في التعليم الابتدائي، لتكثيف العلاقة بين الشكل الجديد للغة التركية بالأفكار القومية وفق مبادئ الجمهورية.
– في النصف الثاني من القرن العشرين؛ بدأ الاهتمام النسبي باللغة العربية يعود بانتشار مدارس الأئمة والخطباء وكليات أصول الدين، فأصبحت اللغة العربية مادة تدرس إلى جانب المواد الشرعية كالتفسير والحديث والفقه.
– مع مطلع القرن الجديد؛ تنامى الاهتمام باللغة العربية وتدريسها عبر العديد من المؤسسات الأهلية والحكومية، مثل الكتاتيب التقليدية التي تهتم بتحفيظ القرن وتعليم مبادئ اللغة العربية، ومراكز الديانة التركية التي تعمل على رعاية شئون المساجد والإفتاء والوعظ.
وأما عن أهم التوصيات التي خرجت بها الباحثة فهي:
– ضرورة اهتمام الباحثين في درجتي الدكتوراه والماجستير بمكانة اللغة العربية باعتبارها من مكونات الثقافة التركية عبر التاريخ، وفتح آفاق جديدة من بحث العلاقة بين اللغتين.
– دعم الجهود التركية الرسمية والأهلية في إعادة نشر اللغة العربية بين أفراد الشعب التركي، وتيسير تعليم اللغة العربية في تركيا عن طريق توفير المعامل الصوتية والوسائل التعليمية والكتب التعليمية العربية.
– الاهتمام بتطوير معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها لتتوافق مهاراتهم التعليمية مع احتياجات المتعلم التركي.
– متابعة وتقويم برامج تدريس اللغة العربية في المدارس والمعاهد والكليات والمراكز الدينية.
– تقديم منح تعليمية من الجامعات والمؤسسات التعليمية العربية للطلاب الأتراك تتضمن برامج لتعليم اللغة العربية والمعايشة.
– تقديم منح تعليمية في الجامعات العربية لتطوير المستوى العلمي واللغوي لمعلمي اللغة العربية من الأتراك، من خلال التعليم والتدريب والمعايشة.
– الاستعانة بالمزيد من المعلمين العرب لتدريس العربية للناطقين بغيرها من الأتراك.
– تكوين برامج تعليمية على أسس ومعايير علمية عالمية تراعي خصائص المتعلمين، وتستفيد من التقابل والتقارب بين اللغتين العربية والتركية.