
متابعة : نعمات عطية
المد الشيعي وأثره في منطقة شرق إفريقيا بداية من القرن العشرين “دراسة تحليلية نقدية”.
تناقش صباح اليوم بكلية اللغات والترجمة جامعة الازهر رسالة علمية بقسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية – وقد حملت الرسالة التي قدمها الباحث إسلام رجب محمد مرسي، المعيد بالقسم، لنيل درجة التخصص الماجستيربعنوان: المد الشيعي وأثره في منطقة شرق إفريقيا بداية من القرن العشرين “دراسة تحليلية نقدية”.
وقال الباحث إن هذا البحث يتركز حول دراسة المد الشيعي الاثنى عشري وأنشطته الدعوية التي تتحرك خارج نطاقها الشيعي وتتجه نحو التأثير في المجتمعات السنية، وتكون دراسته من حيث الوجود والآثار والآليات التي استخدموها في دعوتهم للتشيع في منطقة شرق إفريقيا بداية من القرن العشرين، ومحاولة تقديم مقترحات لمواجهة تلك الآليات وهذا المد الشيعي.
أما عن منهج البحث فقد اتبع الباحث المنهج التحليلي النقدي القائم على تحليل وتفسير النصوص والآراء ونقدها حسب قواعد النقد العلمي، مع الاستفادة من المنهج الوصفي، وهو المنهج الذي يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع من خلال وصفها والتعبير عنها كمًا وكيفًا، وقد استخدم الباحث هذا المنهج في واقع الشيعة الحالي من حيث تحديد عددهم وأماكن تواجدهم، وأبرز شخصياتهم، وأهم مؤسساتهم، والوسائل التي استخدموها في دعوتهم إلى التشيع، وأهم الآثار الناتجة عن ذلك في منطقة شرق إفريقيا.
وقد قسّم الباحث رسالته إلى مقدمة اشتملت على التعريف بموضوع البحث، وأهميته، وأسباب اختياره، وأهدافه، والدراسات السابقة، وحدوده، ومنهجه، وإجراءاته، ثم خطة البحث.
بالإضافة إلى ثلاثة فصول، الفصل الأول بعنوان: الشيعة، النشأة والمعتقدات، والانتشار في شرق إفريقيا، واشتمل على ثلاثة مباحث، المبحث الأول: مفهوم الشيعة ونشأتهم، والمبحث الثاني: معتقدات الشيعة الاثنى عشرية، والمبحث الثالث: الانتشار الشيعي في شرق إفريقيا.
وجاء الفصل الثاني بعنوان: آليات الشيعة في شرق إفريقيا، واشتمل على أربعة مباحث، المبحث الأول: الآليات السياسية، والمبحث الثاني: الآليات العقدية، والمبحث الثالث: الآليات الدعوية، والمبحث الرابع: الآليات الاجتماعية.
وجاء الفصل الثالث بعنوان: آثار الشيعة في شرق إفريقيا، واشتمل على أربعة مباحث، المبحث الأول: الآثار العقدية والفكرية، والمبحث الثاني: الآثار التعليمية والدعوية، والمبحث الثالث: الآثار الثقافية والتوعوية، والمبحث الرابع: الآثار الاجتماعية.
وانتهى البحث بخاتمة جاء فيها الفهارس وأهم النتائج التي توصل إليها الباحث، كما تشتمل على أهم التوصيات والملاحق، وكان من أهم النتائج: أنه لا يوجد مصدر صحيح معتمد للشيعة الاثنى عشرية؛ حيث يعتري مصادرهم الشك، فضلًا عن التعارض والتناقض، والروايات الكاذبة عن الأئمة، كما أن مسألة التقريب بين السنة والشيعة الاثنى عشرية بعيدة المنال؛ لكون الإشكالية ليست في التفاصيل والفروع فقط، وإنما في الأسس والمنهج.، وأيضًا تُغالي الشيعة بأعداد المتشيعين في شرق إفريقيا، وذلك لأسباب سياسية، فضلًا عن السعي إلى الانتشار ـــــ الزائف ــــ الخادم للتمدد الشيعي، حيث تتضاءل جهود أهل السنة في الدفاع عن وسطية الإسلام في مقابل جهود الشيعة لنشر مذهبهم؛ حيث يعمدوا إلى نشر مذهبهم بشتى الوسائل والأساليب، وإنفاق الأموال اللازمة لذلك.
كما توصلت الدراسة إلى أن الخوجة الاثنى عشرية تُعد من أكثر الطوائف انتشارًا في شرق إفريقيا، ويُدلل على ذلك تعدد أنشطتها الدعوية، وأهدافها التي تتخطى الأهداف الدينية إلى أهداف أخرى سياسية واقتصادية.
وتؤكد الدراسة أيضًا أن معظم الجهود الدعوية والاقتصادية في شرق إفريقيا تحظى بدعم كبير من جمهورية إيران، الأمر الذي يُسهل على الدعاة التحرك والتوغل بأريحية في العديد من المدن التنزانية والكينية والأوغندية.
كما تؤكد الدراسة أيضًا أن أوغندا هي البلد الوحيد في شرق إفريقيا الذي فطن لعقائد الشيعة، وأخذت موقفًا قويًا ضدها، وأفتى علماؤها ببطلان المذاهب المنحرفة في الدولة، ومنها الاثنى عشرية، الأمر الذي أدى إلى عدم تحول النشاط الشيعي في أوغندا إلى حد الظاهرة، على الرغم من مساعي الشيعة هناك.
وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحمن الضويني،
أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ووكيل الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء مناقشًا ومقررا
والأستاذ الدكتور محمد إبراهيم محمد أبو عجل، أستاذ الأدب السواحيلي المتفرغ والوكيل الأسبق لكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، عضوًا مناقشًا
والأستاذ الدكتور مصطفى مراد صبحي محمد، أستاذ الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر مشرفًا رئيسًا
الأستاذ الدكتور سامح أنور إبراهيم بيومي، أستاذ اللغة السواحيلية المساعد بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر مشرفًا مشاركًا