
مفتي الجمهورية مناقشا بجامعة المنصورة ” التربية الروحية بين رينيه جينو “عبد الواحد يحيى” وعبد الحليم محمود
يترأس فضيلة مفتي الديار المصرية غدا الاربعاء لجنة مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الآداب جامعة المنصورة تقدم بها الباحث الشيخ الداعية محمود الابيدي للحصول علي درجة الدكتوراه في الفلسفة والتصوف .. بعنوان التربية الروحية بين العالم الفرنسي الإمام رينيه جينيه وفضيلة الإمام الأكبر أد عبد الحليم محمود
حيث قال الباحث
إن علم التصوف علم شريف وروض مُنيف وبستان وريف ففي رياضة الفينانة تسمو النفوس وتحلق في عوالم جديدة تتحدر من مزن
حضرات القرب،وساحات الأنس، وهنا يجُد القلب لذته ويدرك بغيته
ويحقق منيته فترى أهلَ الله في هذا الفلكِ يسبحون وعلى بساطه
يلتذون وفي روضاته يتقلبون بعد أن ذاقوا فعرفوا وتنسموا فارتشفوا
وأدركوا فوقفوا يتلقون من الله تعالى الرحمات ويتبوأون في ساحة
أنسه الدرجات، ويصعدون في مدارج المرتقيات ليتبوأ كل منهم مقامَه ليعرفَ حيثُ أقامه.
هذا،
ولقد ابتنى قصر التصوف الإسلامي رجالٌ أقامهم الله لحراسته
واصطفاهم للقيام على دوحته يُسطرون ملامحه ويرصدون منائحة، ويُشيدون قواعده وهم أجيال يتعاقبون ومدارسُ يتكاملون، وأفواج يتواصلون، يتفقون في الأصول ويختلفون في الفروع ولكل منهم مذاقُه ولم لا وهم يغترفون من العلم الموهوب والمكسوب
ومن أئمة علم التصوف البارزين، وشُيوخِه المقَدَّمين، عَلَمان
بارزان، وشيخانِ كبيران، يشارُ إليهِما بالبنان، إنهما الإمام رينيه
جينو(الشيخ عبدالواحد يحيى)، والإمام الأكبر شيخ الإسلام عبدالحليم
محمود، وللشيخين تراثٌ زاخر، ونِتاجٌ علميٌ فاخِر، تسبحُ على
أمواجهِ عقولُ الدارسين فلا تدركُ النهاية، وتغوصُ في لُججهِ أقلام الباحثين فلا تصل إلى الغاية، كُتبُهم سيارة، وهي على سبقهم عَلَم
وشارة، فقد أسهما في ابتناءِ قصر التصوف المشيد، بما أفاءَ الله به
عليهما من الفتح والتأييد. وما ظنكم بنتاج علمي أنضجته أشواق
الحب، ومواجيدُ المودة والقرب.
وفي أدواح الإمامينِ مضت رحلة بحثي، حيث أنختُ في أيكهما
النضيرِ رحالي، وأطلتُ في ساحاتِ فكرهما وقوفي وترحالي، حيث
تناولت الحديث عن الشيخين ومكانتهما العلمية، فقد اشتلمت
مصنفاتهما على تصورٍ كاملٍ، لمدركات البصيرة والانتقال إلى
الحدس القلبي الذي يدخل إلى عمق الدلالات الكونية والعلوم الوهبية،
وتكون فيه العلوم الكسبية عاملا مساعدا لعلوم الروح وتنشيطا
للبصيرة المتسامية عن الطبيعة ، ثم تحدثت عن التصوف والطريق عند
الشيخين حيث اتفق الشيخان على أن التصوف ليس دخيلاً على
الإسلام إنما هو جوهر الإسلام، بل إنه تطبيق عملي لمقام الإحسان ولا
يتأتى إلا بالسلوك على يد شيخ اجتمعت فيه أهلية التربية الروحية
والتمسك بالشريعة، ثم تحدثت عن التربية الروحية بين النظرية
والتطبيق من خلال السفر إلى الله ووسائله وذكرت من هذه الوسائل
(القلبَ والذكر) التي تعرج على بساط الأنس الرباني، محلقة في
رحاب العالم العلوي؛ لتنعم بلذائذ القرب، ونسائم الحب. فينطلقَ
فيها السالك من مجلى الظهور ليترقى إلى عالم البطون فيتحقق بحالي الفناء والبقاء، ثم انتقلت إلى الحديث عن الوصول إلى إدراك بغية السالك، بتحقيق المعرفة عندهما وهي غاية الغايات، ثم التوحيد عندالشيخين، ثم انتقلت إلى نهاية المطاف بالحديث عن وحدة الوجود،ومراتب الوجود الرباني، وما هي إلا مراتب معنوية لا حسية ، أما مرتبة الذات الإلهية فهي الجامعة لأمهات مراتب الوجود، ثم اختتمت بحثي بالحديث عن الإنسان الكامل والذي اتفق الشيخان على أنه إذا أطلق لفظ الإنسان الكامل فلا يُعنى به إلا سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم
وهذا يٌسلِمُنا إلى بيان الهدف من اختيار هذا البحث.
وهو جدَّة هذه الدراسة، تلك التي تتناولت فكر الإمامين/ عبدالواحد
يحيى وعبدالحليم محمود.
مكانة الإمامين العلمية، والتي أتت مؤلفاتهما تشهد بها.
حاجة المجتمع إلى تلك التربية الروحية التي تبث فيه من الأنوار
والأسرار ما يزيل عنه الوحشةَ والبعدَ عن طريق الحق ـ سبحانه وتعالى
ـ
حاجةُ المريدين في زماننا لبيان المنهج الرشيد في التربية الروحية التي توصل المريد للمراد، وبيان معرفة أهمية الشيخ المربي في حياة كل سالك، ومن الشيخُ الذي يتبعه المريد؟ ومن المريدُالحقيقي؟
فدعاني هذا لاختيار دراسةٍ تجمع بين رينيه جينو(عبدالواحد
يحيى)وعبدالحليم محمود؛ لبيان أوجُهِ الاتفاق والاختلاف بينهما في
السلوك والتربية للوصول إلى مقام العارفين.
وتقع الرسالة فى مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة وذلك على النحو
التالى:
المقدمة :وتناولت فيها: أهميةَ الموضوع وسببَ اختياره، والدراسات
السابقة، وإشكاليةَ البحث، والمنهجَ الذى اعتمدتُ عليه فى إعداد
هذه الدراسة.
الفصل الأول: (الشيخان حياتُهما ومؤلفاتُهما).
الفصل الثانى: (التصوف والطريق عند الشيخين) .
الفصل الثالث (التربية والتحقق الروحي بين النظرية والتطبيق)[السفر
إلى الله، ووسائلُه] .
الفصل الرابع: طريق الوصول (المعرفة والتوحيد)
الفصل الخامس: (مراتب الوجود المتعددة)
الخاتمة: وفيها أهم النتائج التى توصل إليها الباحث، يلحقها فهرس
لآيات القرآن ، ثم فهرس للسنة النبوية، ثم فهرس للأعلام، ثم قائمة بالمصادر والمراجع، ثم قائمة بفهرس الموضوعات
حيث تكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم على الرسالة من
الأستاذِ الدكتور/ إبراهيم إبراهيم محمد ياسين ـ مؤسسِ ورئيس
قسمِ الفلسفةِ بكلية الآداب بجامعة المنصورة
سماحة العلامة فضيلة الأستاذ الدكتور/ نظير محمد عياد
مفتي الديار المصرية، ورئيس الأمانة العامة لهيئات ودور الإفتاء بالعالم، وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف
وسعادة الأستاذ الدكتور/ عبدالغني الغريب طه راجح ـ أستاذ ورئيس
قسم العقيدة والفلسفة الأسبق بكلية أصول الدين بالزقازيق ـ جامعة الأزهر